Wednesday, December 28, 2011

الشمش في حياتي

أبي

إن فضل الوالدين على الأبناء عظيم, مثل فضل الهواء لدى الكائنات الحية.ولذلك كرمهما الله سبحانه وتعالى كأنهما ملكان من الملائكة, وجعل عقوق الوالدين من الكبائر بعد الشرك بالله.
أبي ليس سمينا وليس نحيفا ولكنه متوسط القامة والحجم. جسمه مثل الجبل في القوة, وعنقه مثل الزرافة, وعيناه مثل اللؤلؤ, ويداه مثل الخشب من أثر كثرة العمل. ما أفسح صدره, وأرحب
بشره, وأبعد ذكره, وأعظم قدره, وأعلى شرفه.

أمّا أبي فقد نحمّلت المشاقّ ليلا ونهارا كأنها الطيور تطير في مشارق الأرض ومغاربها في سبيل الحصول على الطعام الذي يكفل حياة هنيئة وسعيدة لأبنائها.بعد أن رجع أبي من الإدارة, رأيت جبهته مثل الحجر الذي يجري عليه ماء الشلاّل.

في تربية أبنائه مثل الملزمة التي تقبض قطعة من الخشب الصّلب جدّا. إذا استمعت إلى كلامه أجد الذهب والفضّة يخرجان من فمه. من نصائحه التي مازلت أذكرها حتى الآن أنه قال :" الأخلاق كالصفر في الحساب لا تصنع شيئا وحدها ولكنها تضيف قيمة كبرى لكل شيء آخر".كلام الناس أشجار, وكلامه ثمار.

قبل أن أنام في كل ليلة, أشاهد السينما التي تعرض حكاية عن كفاح الأنبياء والأولياء السابقين. ولذلك منذ صغري عندي روح الكفاح العالية مثل البرجان التوءم بكوالا لمبور.
يحب أبي أن يقضي وقت فراغه في الحقل كما تحب الطيور الهواء. في الحقل, هو يماثل إنسانا آليا في مزاولة أعماله بدون تعب.يحب أبي أيضا أن يتعاون مع أمي في المطعم, والله, إنه زوج سخيّ.
إذا واجهت أسرتي أيّة مشكلة فيظهر والدي تنّينا يبتلع عدو ليحافظ على سلامة أهله. أشعر بسلامة دائما عنده.

في الحياة, السعادة والحزن متلازمان كالليل والنهار. في ذات ليلة في سيّد الأيام, ليلة الجمعة, انصرفت الشمس من حياتي ليقابل حبيبته, التي كانت تحنّ نفسه إليها دائما كما تحنّ الإبل إلى الحداء, والرّوض إلى النّدى.ففصل أبي من الدنيا وما فيها إلا أعماله الحسنة والعلم النافع والدعاء منّا. وعسى الله أن يعطيه مكانة عالية مثل مكانة الأنبياء والصالحين. إن شاء الله.

1 comment:

  1. masya allah..banyak metafora yang hiperbola..alfun mabruk..hazzi said...

    ReplyDelete